في طريق العودة إلى أرض الوطن ، شغل تفكيري موضوع جداً مهم ، ولطالما تكلمت عنه ، حيث من المفروض أن
أستغل فترة جلوسي في مقعد الطائرة لقراءة كتاب للتو اشتريته ، كيف لا وهي أفضل فترة لي لقراءة الكتب ، وأنجز فيها
الكثير ، ولكن هذا الموضوع لم يجعلني أقرأ سوى 37 صفحة فقط ، في رحلة مدتها ساعتين ، حصلت مشكلة بسيطة لا
تذكر عند ختم الجوازات ، فاستعان الموظف الإماراتي بزميله لحل المشكلة ، فقال الزميل مبتسما : (( بوية الأمور طيبة
، واحنا بخير )) ، فابتسمت وقلت له : (( هلا بالمزيووون )) ، ( وهذا مقطع مشهور لإحدى المسرحيات الكويتية
الهابطة ) ، فضحك واتمم الموظف الإجراءات وانطلقنا ، إن الصورة الذهنية لهذا الموظف عن الكويت ، هي صورة
كونها الإعلام ، فإذا كان يشاهد التلفاز ، ولم َيزُر الكويت ، ليعلم طيبة وحفاظ أغلب أهلها على قيمهم ، لقال بأن الكويت
، بَلَدُ سُكرٍ وعربدة ، وهذا ما يقوله أكثر الذين نواجههم من اخواننا العرب والخليجيين ، فنبادرهم بالسؤال ، وهل زرتم
الكويت من قبل ، فيقولون : لا ، فهم أبداً لا يلامون ، بل نَلم إعلامنا ، فنحن أيضاً ، هناك بلاد كثيرة لم نذهب إليها ،
ولكن لدينا صورة ذهنية عن هذه البلاد ، قد تكون خاطئة ، إن دور الإعلام هنا يصبح كالأداة التي تجعلنا نحكُم على
الأمور من خلال ما تعرضه علينا وما تريده لنا أن نشاهده ، فخطابي لن أوجهه إلى وزارة الإعلام ، بل أوجهه إلى كل
شخص عاقل وفاهم ((( ياليت نغير إعلامنا )) ، إعلامنا قوي تقنياً ، وعندنا كفاءات ، وكُتاب شباب فيهم الخير ،
فالجيل الحالي عرف الكويت بمسلسلاتها الهابطة ، لنجعل الجيل القادم يرى الكويت الحقيقية ، وعندها نقول : الأمور
طيبة ، واحنا بخير..